ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م واحدة من أهم الثورات العربية الناجحة والتي غيرت بقيامها مجرى الأحداث وانتصرت للحرية والكرامة بعد سنوات من النضال الثوري المسلح ضد الاستعمار البريطاني امتدت نحو أربعة سنوات حتى توجت بالنصر المبين في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م قدم فيها أبناء الشطر الجنوبي من الوطن أرواحهم ودماؤهم وأموالهم في سبيل تحرير البلاد والتي رزحت تحت نار المستعمر 129 عاماً تعرضوا فيها لشتى صنوف القهر والإذلال والاستنزاف والعبودية.

انطلقت أول شرارة لثورة 14 أكتوبر العظيمة من جبال ردفان في بلاد الضالع وبذلك صار اليمن في الشمال هو ساحة النضال و التدريب لثورة الجنوب ضد الاستعمار البريطاني ، كما كان الجنوب هو ساحة نضال وإمداد ضد الإمامة حينما اندلعت الثورة السبتمبرية المجيدة ، و كانت جمهورية مصر العربية هي السند و مصدر المدد و التدريب للثورتين اليمنيتين معاً في معظم ظروفهما و فترات نضالهما . و التقت الثورتان و تعاونتا على صعيد النضال و التحرر حتى تحقق لهما الاستقلال التام من حكم الإمامة و الاستعمار و صار تحقيق الوحدة اليمنية هي المسؤولية التاريخية لقادة الشطرين .

الحقيقة أنه لا أحد من القياديين من الجمهوريين كان لا يتحلى بالحس الوطني ، أو يرغب في العودة بالأمور إلى الوراء و أن يعيد الوطن إلى حكم الملكية البائدة . فكان مؤتمر عمران هو ساحة المراجعة و البداية العلنية و مطمح آمال المعارضة و غير المعارضة من الوطنيين . و عقد المؤتمر في شهر سبتمبر من العام 1963 و من مطالبه : المطالبة بالدستور ، انتخابات عامة لتكوين ( مجلس شورى ) ، اعلان تأييد الثورة في جنوب اليمن .

والحديث عن هذه الثورة المباركة يثير الكثير من الحماس والفخر حولها فهي لم تأت بمحض الصدفة أو ولدتها عوامل مؤقتة، إنما جاءت حصاد سنوات من النضال المتواصل في مختلف الأصعدة العسكرية والسياسية و الاجتماعية والثقافية من مختلف تيارات المجتمع القومية والإسلامية والقبلية ومن كل اليمنيين في الشمال والجنوب، وقد أكدت هذا الثورة بقيامها واحدية الثورة اليمنية ووحدوية اليمنيين عبر التاريخ وهي حقائق لا تقبل الشك أو الجدال مهما حاول البعض ممن لم يعيشوا عصر الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والأحداث التي رافقتهما أن يزرعوه في نفوس الأجيال من عوامل التشطير وإثارة العنصرية و المنطقية المقيتة.

صادر عن الإدارة العامة للمعلومات والإحصاء و التوثيق م / المهرة