السناب شات و مخاطره المنتشره في واسع المجتمع :

يشهد العالم المعاصر مجموعة من التغيرات المتسارعة في مجال الاتصال وتقنية المعلومات ، مما جعل العالم قرية كونية تنتقل فيها المعلومات إلى جميع أنحاء الكرة الأرضية في أجزاء من الثانية ، ولا شك أن هذة التغيرات لها تأثيرها على الأفراد المكونة للمجتمع ، مما دفع المجتمع بقبول هذة المستحدثات و التكيف معها لتحقيق الإستفادة مما تقدمه من مزايا في جميع المجالات .

وتعد مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت وأشهرها السناب شات من أحدث منتجات التكنولوجيا وأكثرها استخداماً ، و هو أحدى أشهر مواقع التواصل الإجتماعي على الإطلاق وقد جاء بفكرة هذا التطبيق الطالبين بجامعة ستانفورد بوبي ميرفي وإيفان شبيغيل، وقد أتيى بفكرتهما هذه مِن إعتقادهم وإيمانهم بأن الرموز التعبيرية فيه ليست كافية للتعبير عن المشاعر التي قد يرغب المستخدم في إيصالها لشخصاً ما وأن نشر الصور التي تظل ظاهرة للجميع على مواقع التواصل الإجتماعي ليست بالأمر الملائم ومِن إعتقادهم هذا جاءا بفكرة الصور المحددة زمنياً، ومِن الجدير بالذكر أن التطبيق تم إطلاقه للمرة الأولى سنة 2011 ومنذ ذلك الحين وهذا التطبيق يلقى شعبية ورواج كبير بين فئات ، المجتمع المختلفة بشكل عام وبين الشباب بشكل خاص.

وفي المقابل فأن إنتشار تطبيق السناب أصبح سيف ذو حدين في الواقع العربي و استخدامه للاستعراض في العوامل الغير صحيحة بالإضافة فأن تم اكتساب ثقافة تتوافق او لا تتوافق مع ديننا كاستخدام السناب لتصوير اليومي السيئ و عرض فيه كل كبيرة و صغيرة و يقوم البعض بكشف عورته و أموره الخاصة للآخرين و كذلك تقوم بعض الفتيات بإضافة حسابات غير معروفة وتعد هذة مشكلة كبيرة . حيث أن وسائل الإعلام التقليدية سابقاً كانت تسمح بالرفض والقبول للمعلومات التى قد تؤدي للعنف ؛ أو الجريمة المنافية للأخلاق ، أما اليوم فمحتوى هذه الوسائل لاسيطرة عليه ويصل الجميع الكبير والصغير العاقل والمراهق . ومعها انفتحت وسائل التواصل الاجتماعي وكثرتها وأصبحت المحتويات بلا حسيب ولا رقيب .

و في الأوان الاخيرة التقنية الحديثة اختطفت الوقت من واقعنا الأسري والاجتماعي والعلاقات الإنسانية بسبب هذه التقنية الحديثة ، وبالتالي ضعفت وتلاشات العلاقات الاجتماعية والأسرية بشكل عام وصار أحدهم عندك موجود وعقلة معلق في وسائل التواصل ؛ عيناه في شاشة هاتفه ، كما ضعفت أيضاً مهارات التواصل الاجتماعي المباشر الكثير من الناس نتيجة للإشاعات والمساحات التى تحققها هذة الوسائل، أنَّ هذه هي إحدى الإشكاليات التى تواجه المجتمعات بشكل عام ومجتمعنا المحافظ بشكل خاص ، كما أن مجتمعنا الإسلامي وديننا قد يتنافى مع الكثير من هذة الوسائل المتاحة اليوم .

كما أن وسائل التواصل الاجتماعي من أبرز الوسائل التي يستخدمها المجرميِ وعديِمي الأخلاق في أبتزاز الناس ، وفي الجهة المقابلة أنَّنا لا نستطيع أن نصدر حكما واحد على أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي جيدة أو غير جيدة، حيث الأمر يختلف من مجتمع إلى آخر ويخضع لطبيعة المجتمع وأعرافهُ وتقاليده ، وبالتالي فإنَّنا نحكم عليها من خلال تعامل الفرد مع هذه الوسائل الحديثة ، كما ندعوا مؤسسات المجتمع المدني إلى أن يكون لها دور في التوازن والتوعية في هذا الجانب .

ولا ننكر أنَّ هذه الوسائل أصبحت جزءً لا يتجزاء من حياتنا ، حيث إنها تغلغلت في مجتمعاتنا و أصبح الكثير يعتمد عليها في نشاطته الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية. بالإضافة إلى أنها سمحت باستيراد الكثير من نماذج من السلوك التي لا تتفق مع ثقافة مجتمعاتنا وديننا وتتنافى مع أخلاقنا ، حيث سهلت بناء علاقات مشبوهة و تتعارض مع قيم ومعايير مجتمعنا .

في مجتمعنا أصبحت ظاهرة التصوير والنشر عبر السناب أمر مزعج جداً. مع السرعات العالية للإنترنت المتوفرة حالياً . و باتت المناسبات تنقل عبر هذا التطبيقات للقريب والبعيد دون اي حقوق لذلك كثرت انتشار المقاطع والصور للأعراس والمناسبات .

وقد تبين لبعض التربويين الاجتماعيين بأن عدم فرض رقابة على الإنترنت يؤدي إلى تفكك الروابط الاجتماعية و يصبح أفراد الأسرة يعيشون بعزلة عن بعضهم و تنقطع فكرة التواصل الاجتماعي و يصبح هناك فاقد اجتماعي كبير ، عن عبدالله بن عمر : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) . فالأهل ملزمون بتعليم أبنائهم الصح والخطأ و الأشراف عليهم ، و إرشادهم إلى إستغلال هذة التكنولوجيا بالدعوة إلى الخير و مجالاتها .

أضرار السناب شات على المجتمع : 1- القرصنة (الهكر) : أكثر ما يعيب هذا تطبيق هو أنه يسهل إختراقه والوصول إلى الكثير مِن بيانات المستخدمين الشخصية وبالتالي يُمكنهم الابتزاز للضحية.

2 - محدودة التعديل : في تطبيق السناب شات لا تتوفر الكثير مِن أدوات التعديل على عكس الكثير من التطبيقات الأخرى التي تسمح بالتعديل .

3 - الاصدقاء : وهم الأشخاص الذين يمكنهم رؤية محتواك فقد يكون منهم من يستخدم المحتوى لازعاجك و أبتزازك والكثير يضيف أشخاص قد لا يعرفهم . أو قد يحصل لاحدهم إن حسابة مخترق فيستفيد القراصنة من ذلك .

4 - الرسائل الغير مرغوب بها : مِن الممكن أن يتعرض مستخدمي السناب شات للتحرش والمضايقات عن طريق أن يقوم شخصاً ما بمشاركة رسائل أو صور غير ملائمة أو غير مناسبة أخلاقياً. ومخاطر كثيره لا يعلمها الكثيرون .

الخطورة والتحذيرات : اولاً : العالم الرقمي لا حدود له . أي إذا انتشرت صورة أو مقطع من هاتفك , فلا يمكنك الاسترجاع فنحن في عالم أصبح قرية . ما أن تنتشر الصورة فتجول أصقاع الارض.

ثانياً : أي هاتف أو جهاز مربوط بالشبكة العالمية للإنترنت معرض للإختراق وهو غير أمن للمعلومات مهما ابتدعوا من طرق للحماية هناك طرق للإختراق .

ثالثاُ : غايب الوازع الديني لدى المخترقين والمتابعين قد يسبب لك كوارث لا يحمد عقباها .

رابعاً : مايعرض من محتوى في هذه التطبيقات و الوسائل لا يتناسب مع مجتمعنا المحافظ على عاداته وتقاليده هذة المواقع لا يردعها دين أو عرف. ومجتعنا الإسلامي يتنافي مع الكثير من محتويات هذه التطبيقات .

النصائح : • عدم عرض الصور والمقاطع في وسائل التواصل الاجتماعي والمحافظة على الخصوصيات لما لها من عواقب لا يحمد عقباها . • يجب على الآباء و أولياء الأمور متابعة أبناءهم و أخوانهم في ما يعروض وكيف يستخدمون هذة التطبيقات و يرجى التوعية والنصح والارشاد والمنع أن أقتضى الأمر . • إصدار قوانيين للجرائم الإلكترونية ومعاقبة مرتكبيها فهي لا تقل ضرراً عن الجرائم الآخرى . • التوعية بطرق استخدام التطبيقات من قبل منظمات المجتمع المدني و المختصيين في هذا المجال . • منع التصوير في الأعراس والمناسبات بشكل قطعي لما له من أثار سلبية محتملة .

اللهم احمي مجتمعاتنا و أصرف عنا كل سوء . اللهم اني قد بلغت اللهم فأشهد.

م/ خالد حسان بلحاف مدير عام الإدارة العامة للمعلومات و الإحصاء و التوثيق م / التوثيق