أصبح الليبيون في 9 يناير من عام 1939، إيطاليين بموجب مرسوم ملكي إيطالي، جدد أيضا قرارا سابقا بضم محافظات ليبيا الأربع طرابلس ومصراتة وبنغازي ودرنة إلى مملكة إيطاليا.
أعلن عن هذا القرار حينها، الحاكم الإيطالي العام في ليبيا، إيتالو بالبو، وكانت روما في ذلك الوقت تحت سلطة نظام بينيتو موسوليني الفاشي.
وبهذا القرار أصبحت ليبيا رسميا "المقاطعة التاسعة عشرة في إيطاليا"، وكانت تعد أيضا "الشاطئ الرابع" لإيطاليا.
وبموجب مرسوم عام 1939، لم يعد سكان مناطق البلاد الأربع طرابلس ومصراتة وبنغازي ودرنة "رعايا استعماريين"، واصبحوا بجرة قلم "مواطنين ليبيين إيطاليين"، يحق لهم الانضمام إلى الجيش افيطالي وتولي مناصب في الإدارات المحلية وما شابه.
تعاقب على حكم ليبيا إبان فترة الاستعمار الإيطالي عدة حكام عامين أبرزهم، المارشال إيتالو بالبو من عام 1933 حتى يونيو 1940، ثم المارشال رودولفو غراتسياني حتى 24 مارس 1941 ، ثم الجنرال إيتالو غاريبولدي، فيما كان أخرهم، المارشال إيتوري باتيكو من يوليو 1941 إلى نهاية عام 1942.
مهدت إيطاليا طويلا لاحتلال ليبيا وبدأت في التغلغل هناك، وحينها كانت ولاية عثمانية، اقتصاديا عن طريق بنك روما منذ عام 1906، كما عقدت اتفاقيات مع عدة دول أوروبية للاعتراف بنفوذها في ليبيا.
لم ينجح الغزو الاقتصادي فأرسلت إيطاليا جيشها وبوارجها إلى ليبيا في أكتوبر 1911، واحتلت السواحل بأكثر من 10000 جندي، ودفعت الباب العالي (العثماني) لاحقا إلى التخلي لها عن هذه البلاد في معاهدة لوزان بتاريخ 18 أكتوبر 1912.
قاتل الليبيون الإيطاليين في مختلف أرجاء البلاد طويلا ومنعوهم من التغلغل داخل البلاد، بل وتمكنوا في بعض الفترات من طردهم من المدن الساحلية، إلا انهم بعد وصول الفاشيين إلى السلطة في روما في عام 1922 عادو إلى السيطرة على مساحات واسعة في غرب وشرق ليبيا، وتمكنوا من الوصول إلى فزان والكفرة في الجنوب عامي 1930 و1931. لم يكن الاستعمار الإيطالي لليبيا تقليديا، حيث وضعت روما، وخاصة في العهد الفاشي، خططا للاستيطان، وأرسلت إلى هناك عشرات الآلاف من مواطنيها للإقامة الدائمة.
ابتداء من يناير 1922 ، أطلقت حكومة فاكتا، من خلال وزيرها للمستعمرات جيوفاني أمندولا، حملة عسكرية واسعة مما أدى باختصار إلى استعادة مصراتة. بين عامي 1921 و 1925، بدأ حاكم طرابلس، جوزيبي فولبي، حملات عسكرية جديدة وغزا مصراتة وجيفارا وجبل نفوسة وغريان. تمكن الجنرالات لويجي بونجيوفاني وإرنستو مومبيلي من سحق المقاومة الصعبة للسنوسي في برقة. ثم كان إميليو دي بونو في طرابلس وأتيليو تيروزي في برقة، هما من وسعا المنطقة الخاضعة للسيطرة الإيطالية.
تواصل القتال في ليبيا في شرق البلاد بقيادة عمر المختار، إلى أن تم أسره وإعدامه شنقا في سبتمبر 1931.
واستعمل المستعمرون الإيطاليون أساليب وحشية لقمع المقاومة وخاصة في شرق البلاد، حيث جرى ترحيل جميع سكان الجبل الأخضر إلى معسكرات اعتقال أقيمت على ساحل خليج سرت، بالقرب من العقيلة، فيما تذكر المصادر الإيطالية أن حوالي 60000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، لقوا حتفهم في معسكرات الاعتقال "بسبب المشقة والمرض"، علاوة على المسيرة الطويلة والشاقة أثناء عمليات الترحيل القسري التي يزيد طولها أحيانا عن 1000 كيلومتر، وكذلك إلى العنف والظروف القاسية التي تعرض لها هؤلاء السكان في معسكرات الاعتقال الإيطالية.
كما عملت القوات الإيطالية في سياق هذه العمليات على تدمير العديد من المراكز السكانية، إلى جانب مصادر العيش من محاصيل وماشية، ونفذت العديد من عمليات الإعدام الانتقامية ضد السكان.
وكان لسياسة الأرض المحروقة والقمع الوحشي الذي اتبعه الجنرال رودولفو غراتسياني تأثير نفسي هائل حتى "أنه بعد بضع سنوات، خلال الحملات العسكرية المختلفة بين الحلفاء والمحور في شمال إفريقيا بين عامي 1940 و 1942، اشتكى رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل نفسه في مذكراته من عدم حصول قواته على دعم سكان ليبيا".
انتهت حقبة الاستعمار الإيطالي في ليبيا وبقي في غرب البلاد حوالي 20 ألف إيطالي كانوا يسيطرون على أخصب المناطق الزراعية وعلى المصانع والورش.
وفي يوم 7 أكتوبر 1970، قرر القذافي طرد نحو 20 ألف إيطالي من المستوطنين، كان بلغ عددهم في السابق أثناء الحقبة الاستعمارية نصف المليون شخص، وتطهير ليبيا من "بقايا الماضي الاستعماري".
انتهت عمليات ترحيل المستوطنين الإيطاليين من ليبيا في 15 أكتوبر 1970 ، وذلك بعد ثمانية أيام من الإنذار الذي أرسله القذافي في 7 أكتوبر، وهو اليوم الذي كان يحتفل به في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، عيدا "للثأر".