يترقب عشاق كرة القدم انطلاق منافسات كأس الخليج العربي بنسختها الـ25 على الأراضي العراقية، وما تحمله من إثارة وتنافس كبيرين.
ويقام خليجي 25 في مدينة البصرة بالعراق، خلال الفترة من 6 حتى 19 يناير/ كانون الثاني المقبل.
وأثبت كأس العالم 2022 مؤخرًا أن المنتخبات التي تعتمد على الاستحواذ والتيكي تاكا لا تكمل الطريق في البطولات المجمعة.. فما هو تأثير ذلك على خليجي 25؟
في المونديال الأخير شهدنا تحولاً كبيرًا ونتائجًا غير متوقعة من عدة منتخبات، وخروج الكبار من دور المجموعات وثمن وربع النهائي، رغم أساليبهم في الاستحواذ الكبير والتيكي تاكا.
خلاصة المونديال
ودعت إسبانيا وألمانيا والبرازيل وبلجيكا وغيرها من المنتخبات الكبيرة التي تمتلك وفرة من النجوم في الدوريات الأوروبية الكبرى، وكذلك أساليب سبق وحققوا بها الكثير في النسخ المونديال الماضية.
ولكن، هذه المرة كان الرابح في مونديال 2022، من اعتمد على الواقعية في المباريات واللعب بأسلوب متوازن دفاعيًا وهجوميًا منذ البداية وحتى النهاية، واستغلال الفرص التي تتاح وبقتالية عالية، والمهم قبل كل ذلك هو تجهيز اللاعبين نفسيًا وذهنيًا وبدنيًا.
شاهدنا منتخبات تستخوذ كثيرًا على الكرة، وتهاجم باستمرار، في المقابل يمنحهم المنافس الاستخواذ الكامل وفعل ما يريدونه والدفاع أمامهم بكل قوة، وإغلاق المنافذ على مفاتيح قوتهم، ومع الوقت يلدغون لدغتهم من فرص أو فرصتين بهدف أو اثنين، ويحصدون الفوز فيها.
تجربة المغرب
في مباراة إسبانيا والمغرب بثمن نهائي كأس العالم 2022، كان الاستحواذ الماتادور الكبير على الكرة بأكثر من ألف تمريرة وتسديدة واحدة على المرمى، غير مجد في مواجهة الواقعية والتوازن والدفاع المغربي القوي والمنظم، وكذلك عقبة أمام خلق الفرص وخطة سهلة للخصم ليقرأها.
هذا ما فعلته كتيبة وليد الركراكي، ووصلت بأكثر من فرصة خطيرة لمرمى الإسبان، قبل أن يحصدوا الفوز بالركلات الترجيحية بالنهاية، ومواصلة حلمهم وإنجازهم التاريخي للمربع الذهبي، فيما لم يستطع لويس إنريكي تحويل استحواذه الكبير لصالحه على صعيد النتيجة.
سر ياباني
أكد هاجيمي مورياسو المدير الفني لمنتخب اليابان، أن تغيير أسلوب اللعب تسبب في تحويل تأخره لفوز تاريخي على ألمانيا (2-1) في الجولة الأولى من دور المجموعات.
وقال مورياسو آنذاك: "كنا ندرك أنه يتعين علينا الدفاع بشكل أفضل، ولهذا غيرت أسلوب اللعب، عرف اللاعبون على الفور ما أقصده وما هو التصرف الأمثل في مواجهة الألمان".
استراتيجية دروجبا
قال ديديه دروجبا نجم تشيلسي ومنتخب كوت ديفوار السابق: "المهاجم الكامل هو الذي بإمكانه صناعة الأهداف وتسجيلها أيضًا، اللاعب الذي يمكنه أن يغير مجريات المباراة بحركة واحدة".
وأضاف دروجبا، في تصريحات سابقة: "بعض الفرق تفضل اللعب دون مهاجم، ولكن في اللحظات الحاسمة أعتقد أنك ستكون بحاجة لمن ينهي المحاولة الهجومية، ومن يبدأها، فهاري كين أحب مشاهدته، ولكن كيليان مبابي هو اللاعب الذي يتميز عن غيره بالمواصفات التي ذكرتها".
لذلك، فإن تأثير ما حدث في المونديال سيكون قويًا على مدربي المنتخبات المشاركة في خليجي 25، بانتهاج نفس النهج الذي قاد المغرب وكرواتيا والأرجنتين وفرنسا للمربع الذهبي، وغيرها من المنتخبات التي حققت نتائج تاريخية، وهو ما سيمهد طريقهم نحو النجاح، وتحقيق النتائج المرجوة والوصول لأبعد مدى ممكن في الاستحقاق الخليجي المرتقب.