✴ معلومة :
عادات وتقاليد مواسم الأعياد في محافظة المهرة :
المهرة البوابة الشرقية لليمن و هي ثاني أكبر محافظات الجمهورية اليمنية ، ويتحدث سكان محافظة المهرة لغة خاصة بهم إلى جانب اللغة العربية، و شكل التباعد الجغرافي بين مديريات المحافظة تنوع ثقافي وفني مميز في العادات والتقاليد في مختلف المديريات و تتميز المحافظة بطابع فريد وخاصة في مواسم الأعياد لا يزال أبناء المهرة يتوارثونها جيل بعد جيل ، و خلال فترة العيد تكون البيوت في محافظة المهرة مفتوحة للجميع، وفيها الكثير من الأكلات الشعبية، والبخور والقهوة التي اعتاد عليها المهريون في هذه المناسبة، أما في الليل تقام الأمسيات الشعرية بالمهري و الزامل العربي طوال فترة العيد.
وتختلف الطقوس المؤدية عقب صلاة العيد -(جبونت ) كما يطلق عليها المهريين - ، ففي الغيضة عقب الصلاة يتجه المصلون إلى منازلهم فيتبادلون الزيارات وتهاني العيد مع الأهل والجيران ، أما في المديريات الأخرى ، مثل شحن و حات و قشن و سيحوت والمسيلة ،فيجتمع الناس -رجالًا وأطفالًا- منذ خروجهم من صلاة العيد لأداء "الزامل"، وهم يمشون سيرًا على الأقدام إلى منزل "المنصب" أو شيخ المنطقة أو إلى إحدى القلاع والحصون القديمة. هناك في إحدى هذه الأماكن التي يتجهون لها يكون في استقبالهم كبار الشخصيات القبلية، ومن ثم يقومون بشرب الشاي وتناول حلوى العيد، مع اختلاف كلمات " الزوامل " العيد من منطقة لآخرى .
• فن الدويحاس في مديرية الغيضة وضواحيها (ضبوت ،نشطون) : دويحاس : هو أحد الفنون الشعبية التي تتميز به منطقة نشطون وضبوت وفي بعض أجزاء من الغيضة ايام العيد و" الدويحاس " هو فن المبارزة بالسيوف إذ تقوم المبارزة بين شخصين وسط جموع من المشجعين الذين تتعالى أصواتهم بالاهزيج و الزوامل الشعرية وتستمر هذه الفعاليات طيلة ايام العيد إذ يقوم الأهالي بزيارة ارحامهم وتهنئتهم بالعيد السعيد . يحتفل أهالي نشطون بالعيد على طريقتهم التقليدية التي توارثوها جيل بعد جيل، يوم العيد يسير المصلين على الإقدام من المسجد الى بيت احد الشيوخ القريب من المسجد لتبدأ الزوامل والرقصات (هبوت وزفنيت )ثم يتوجه الحضور الى بيت الشيخ وتقدم لهم الضيافة الحلوى والقهوة فن البرعة دائما ما يكون حاضرا في مثل هذه المناسبات
• مديرية حوف : تميز أبناء حوف عن دونهم من أبناء المهرة بطريقتهم المميزة في تحضير اللحم (المعجين) وهي طريقة قديمة لحفظ اللحم لأطول مدة ممكنة تستخدم حاليا كنوع من الضيافة الفاخرة تقدم في الأعياد يحضر أهالي حوف المعجين أولا يقطع اللحم يشرح على الحبل(يِشرحن ) حتى يجف غالباً من الصباح حتى العصر ثم يقطع اللحم والشحم الى قطع صغيرة يحمس بعدها الشحم حتى يذوب وثم في إناء أخر يحمس اللحم ثم يصب عليه الشحم المذاب يقلب حتى يستوي اللحم ثم يترك حتى يبرد ويتجمد الشحم ثم يقدم لضيوف.
• مديرية سيحوت ( رقصة الكبارة ): يحيي أبناء مديرية سيحوت – أقصى شرق اليمن - فرحة العيد على إيقاع الطبول حيث يتجمع شباب المنطقة –ذكورًا وإناثًا- ممن يجيدون الرقص في ساحة كبيرة لأداء الرقصة المعروفة باسم "الكبارة " و يصطف الراقصون في صفين بينهم أكثر من 12 شخص من قارعي الطبول وخلفهم عدد ممن يجيدون الشعر المعبر و الارتجالي ثم يوزع الحلوى على الحاصرين جميعاً بعد كل رقصة و يتهافت المئات من الزوار لحضور الكبارة من جميع المديريات وكذلك بعض الوافدين من حضرموت.
• مديرية منعر : أما في منعر فيتجمع الأهالي بعد صلاة العيد في الوادي من رجال ونساء و أطفال ، النساء في مكان والرجال في مكان أخر ، توزع الضيافة الحلوى والقهوة وتقام الرقصات الخاصة بالنساء إما الرجال فعليهم ذبح الأضاحي و إعداد وجبة الغداء للحاضرين جميعا بعد الغداء يوزع المتبقي من اللحم المضبي لمن احضر الأضاحي وبعد صلاة تقام (الهبوت ) لرجال وهي عبارة عن زوامل شعرية ويتخللها الرقصات الشعبية زفنيت أو البرعة.
العادات والتقاليد هي امتداد لموروثات قيّمة عن الأجداد، فهي الهوية لكل مجتمع ومجتمعنا المهري له العديد من العادات والتقاليد الاجتماعية المميزة ، و لكن ليست كل تلك الموروثات صالحة لكلّ زمان، فهناك عادات عديدة يجب التعديل عليها، أو التخلّص منها، أمّا تلك التي فيها إرث حضاري، وإفادة للمجتمعات فيجب أن نتمسّك بها ونفتخر بوجودها المحافظة عليها وغرسها في نفوس الأجيال القادمة فهي التي تميزنا عن غيرنا من المجتمعات.
صادر عن الإدارة العامة للمعلومات والإحصاء والتوثيق م/المهرة .