موسم (العيد) سمك السردين واستخراج الزيت منها

04/12/2022
شارك هذا الموضوع:

موسم (العيد) سمك السردين: وطريقة اِستخراج الزيت منها enter image description here يمثل قطاع السمك أحد القطاعات الهامة في الاقتصاد اليمني، كون اليمن تمتلك شريطاً ساحلياً يبلغ طوله أكثر من 2000 كم، يمتد عبر البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي، كما تتناثر عليه الجزر والخلجان مِمَّا هيأ لوجود بيئة ملائمة للأسماك والأحياء البحرية تزيد عن 350 نوعاً وهذا ما يعزز من أهمية هذا القطاع الواعد مستقبلاً، باعتباره مصدراً رئيسياً للغذاء ومورداً هاماً للتنمية ودعم الاقتصاد الوطني وأحد المصادر الرئيسية لفرص العمل.

وتتميز سواحل المهرة بأفضل المواسم في صيادة الأسماك وخاصة (العيد) سمك السردين، الذي يبدأ موسمه من شهر سبتمبر إلى شهر مايو، يتم اصطيادها بكميات كبيرة وهائلة، ومدينة سيحوت ببحرها المعطاء الغني بالخيرات الذي أصبح مقصد لمرتادي البحر من صيادين وسكان المنطقة على حد سوى فهو يخلق فرص كثيرة أمامهم لتحسن أوضاعهم المعيشية. فمعظم الأسر تعتمد في غذاؤها على (العيد) لما لها من قيمة غذائية مفيدة للجسم، علاوة على ذوقها المميز ولذتها، وكذلك في تحسين وضعهم المعيشي في هذه الظروف الصعبة، فتشاهد كبير في السن يقوم بالعمل والمساعدة ليحصل على كمية من (العيد) وهناك أطفال وبعض النسوة يقوموا بنفس العمل؛ فجلب كميات كبيرة من هذه الأسماك وبيعها يدر عليهم بالمال.

منذ الصباح الباكر وقبل بزوغ الشمس تبدأ عملية الصيد و العملية كاملة قد لا تستقرق سوى من 15-30دقيقة فقط ، وعند وصول الصيادين بقاربهم إلى أماكن تواجد (العيد) ، فيرمي الصيادون شباكهم لتعود ملئ بأسماك السردين (العيد) التي تتقافز داخل الشباك، والشباك أشبه ما يكون لكيس مستطيل كبير له فتحة بحجم عرض الشباك، ولها حبال طويلة ومتينة 'حبلان' على الجوانب مثبتة عدة مرات ولهذه الحبال عوامات تمنع غرقها، مهمة هذه الحبال تجميع (العيد) ومنعها من الخروج. وتثبت أسفل الشباك بعض الحجارة، وفي نهاية الشباك على الزوايا فتحات مربوطة بحبال، وتلقى الشباك من أولها مكان الفتحة ثم تلقى الحبال، وما أن تمتلئ بالأسماك ينزل الصيادون بقاربهم الى الشاطئ من اجل تفريغ هذه الأسماك. enter image description here

فإذا أقترب الشباك أو الجريف من الشاطئ فينادي الصيادون الناس لمساعدتهم في سحب الشباك للخارج، جمع غفير من الناس يكون في استقبال الصيادين على الشاطئ، فيعاونوهم في سحب الشباك الى خارج المياه ويأخذون من تلك الأسماك ما قسم الله لهم منها من رزق، فالصيادين يعطون عطاء من لا يخشى الفقر، و يكون هناك شخص مسئول عن تقسيم العيد عند الفتحات الموجودة في آخر الشباك ويعطي لناس من خلالها العيد توضع في (الشايه أو شجد) وهي شباك أصغر حجماً، وتوزع ما يقارب الثلث من إجمالي المحصول للحاضرين، ويتم إفراغ الكمية المتبقية من العيد حتى يتم بيعها طازجة ومنها يتم اِستخراج الزيت منها سوف نتطرق للحديث عنها في فقرات لاحقة، ومنها كذلك ما يتم تجفيفه لتتلألأ كأنها فضة و لؤلؤ منثور على الشاطئ، ويقوم شخص أو عدة أشخاص بالحراسة من الطيور والقطط وتقلب العيد بالعصا في اليوم الثالث وتطول أو تقصر مدة التجفيف على حسب حجم (العيد ) فالكبيرة قد تأخذ عشرة أيام حتى تجف وبعد التجفيف تجمع (العيد) أكوام أكوام، ومن كل عشرة أكوام واحد للحارس أي له العشر وإن كانوا أكثر من حارس فهم مشتركين في العشر وتستمر على هذه العملية طيلة النهار.

اِستخراج الزيت (الصيفة)

قديماً كان الناس يستخرجون الزيت من (العيد) بالطريقة التقليدية البسيطة، و بحسب ما أفادنا به مصدرنا الشفهي، فقال : انه يتم اِستخراج الزيت من العيد من خلال خطوات معينة، يتم فيها نقل (العيد) إلى مكان ليس ببعيد عن البحر ( أي على الشاطئ ) تتم إفراغ العيد في أحواض تسمى (المصيف )- لكل صياد مصيفه الخاص به – فتوضع (العيد) في تلك المصايف و تغلق بأحكام وتترك لفترات إلى أن يسيل الزيت عبر الفتحة الموجودة في أسفل الحوض على ارتفاع أربع بنان تقريباً عن قاع الحوض وبفعل الحرارة والضغط تخرج الصيفة وتصب عبر ساقية أو قصبة إلى الوعاء أو البرميل المراد تجميع الصيفة فيها، لتصدر لعدة بلدان، وله عدة استخدامات، فتطلى به القوارب والسفن لحفظ الأخشاب وغيرها من الاستخدامات. enter image description here

طريقة المصانع في اِستخراج الزيت:

مع تقدم التقنيات ظهرت طريقة جديدة ومبتكرة في اِستخراج الزيت من (العيد) وهي طريقة طحن (العيد) بالآلات الخاصة بالطحن، ويتم إضافة بعض المواد الكيميائية التي تساعد في اِستخراج الزيت من العيد بكميات أكبر وبوقت أقصر، وكذلك تعليبها وبيعها في الأسواق. تدخل (العيد ) في كثير من الصناعات وخاصه الأدوية.

فوائد (العيد): enter image description here بالرغم من رائحتها القوية إلا أن فوائدها تجعل تناولها جيدًا جدًا للصحة، إذ تحتوي (العيد ) على الفيتامينات، والمعادن وأيضاً البروتينات والدهون المشبعة. وتساعد (العيد) على تخفيف الوزن - ومضادة للسرطان، وتقوية نظام المناعة وتقوية العظام - ومنع الإصابة بجلطات والنوبات القلبية، وتقي من فقر الدم، و تعتبر مغذيًا للشعر، وتقلص المخ من الإصابة باضطرابات المزاج، مثل: الاكتئاب، والقلق، ومهمة لصحة المخ .

وموسم (العيد) وتقنيتها ليست محصورة على سيحوت فقط بل تنتشر على طول الشريط الساحلي للمهرة يصطادون فيه الأسماك ويستخرجون منه ذلك الزيت الصيفة. و تكمن معاناة الصيادين الحقيقية في العوامل الطبيعية من مطر ورياح والشعب المرجانية، التي قد تتلف الشباك وبالتالي ضياع المحصول، وكذلك المنافسين من الصيادين الآخرين فكل ما زادت كمية (العيد) قل سعرها ناهيك عن أسعار البترول المرتفعة و الأعطال في المحركات أو بعض أجزائها وغلى قطع الغيار أو عدم توفرها. كل هذه العوامل تهدد مستقبل الصيادين وتثير مخاوفهم حول مستقبل العيد وبالتالي عزوفهم عن هذه المهنة وتوجههم لمهن أكثر استقراراً.

صادر عن / الإدارة العامة للمعلومات والإحصاء والتوثيق