علق الخبير الجيولوجي المصري عباس شراقي على مشاركة رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد بقمة المناخ في شرم الشيخ، واحتمال أن يحسم ذلك خلافات مصر والسودان، وإثيوبيا حول سد النهضة. وقال شراقي: "أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي في شرم الشيخ حاليا لحضور قمة المناخ الدولية COP27، وقطعا سوف يتقابل مع الرئيس السيسي في لقاء ثنائي على هامش الاجتماعات".
وأضاف شراقي: "دخلت مفاوضات سد النهضة عامها الثاني عشر بدءا من زيارة الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق لأديس أبابا في مايو 2011، وتعرضت خلالها إلى التوقف التام مرات عديدة، ثم تعود بعدها للاستمرار بعد دفع رؤساء الدول الثلاث لها عقب كل إجتماع سواء فى هامش إجتماعات الاتحاد الإفريقي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة". وتحدث شراقي عن المرات التى توقفت فيها المفاوضات بالتواريخ: "المرة الأولى في يوليو 2014 حيث توقفت المفاوضات تماما للمرة الأولى في يناير 2014 عندما علقت المفاوضات لرفض إثيوبيا وجود خبراء دوليين في المفاوضات بناء على طلب مصر، ثم عادت في أغسطس 2014 بعد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب توليه الحكم برئيس وزراء إثيوبيا السابق هايلي ماريام ديسالين، على هامش القمة الإفريقية في مالابو، عاصمة غينيا الإستوائية في يوليو 2014، وتم الإتفاق على إستئناف المفاوضات". وأما المرة الثانية وبحسب شراقي أيضا: "فكانت فى سبتمبر 2015 عند إنسحاب المكتب الاستشاري الهولندي "دلتارس" المكلف بتنفيذ دراسات سد النهضة الإثيوبي مع المكتب الفرنسى "BRL"، الثلاثاء في سبتمبر 2015 لمطالبة إثيوبيا بأن تعطي جميع الصلاحيات وكتابة التقرير النهائي للمكتب الفرنسي فقط دون غيره، على أن يكلف المكتب الهولندي بأعمال من الباطن، وهذا ما لم يقبله وإنسحب ورفضت إثيوبيا مواصلة الإجتماعات لإختيار مكتب غيره بحجة إنشغاله بإنتخابات داخلية حتى نهاية العام، وبلقاء الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الاثيوبي ديسالين فى نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر 2015 تم الاتفاق على مواصلة الاجتماعات.. والمرة الثالثة أشار فشلت المفاوضات الثلاثية في القاهرة بعد رفض اثيوبيا والسودان الموافقة على التقرير الاستهلالي بشأن سد النهضة من قبل المكتب الفرنسي وأعلن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود بعد استنفاذ كل الطرق الفنية، وضرورة تدخل القيادات السياسية، وبالفعل بعد تعليمات من القيادات السياسية بدأ تدخل وزراء الخارجية والمخابرات في نوفمبر 2017".
وعن المرة الرابعة التي تم الاعلان عن فشل المفاوضات الثلاثية كانت أكتوبر 2019 بالخرطوم، قال شراقي أنها جاءت: "بعد لقاء الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي في نهاية الشهر بسوتشي، روسيا، تناولا التباحث حول ملف سد النهضة، وبعدها عرضت أمريكا رعاية المفاوضات في نوفمبر 2019، وانتهت بالفشل أيضا بتغيب إثيوبيا عن التوقيع فى نهاية فبراير 2020، رغم توقيع مصر بالأحرف الأولى ورفض السودان التوقيع لتغيب إثيوبيا".
وذكر شراقي أن المفاوضات توقفت أيضا لمرة الخامسة: "بعد طلب مصر تحديد جلسة فى مجلس الأمن في 29 يونيو 2020، تحايلت إثيوبيا وجنوب إفريقيا لافشال هذا الإجتماع وطلبوا عقد قمة مصغرة برعاية الاتحاد الإفريقي قبل مجلس الأمن بثلاثة أيام في 26 يونيو قمة إفتراضية بسبب كورونا وخرجت القمة ببعض التوصيات اعتمد عليها مجلس الأمن وطلب الاستمرار تحت رعاية الاتحاد الإفريقي". وأكد شراقي أن هناك "مرة سادسة توقفت فيها المفاوضات بعد عقد إجتماع فى وجود وزراء الخارجية والمياه في إبريل 2021 بكينشاسا، الكونغو الديمقراطية لانقاذ المفاوضات وعودتها بعد توقف دام حوالى 10 أشهر، إلا أنها فشلت كمثيلاتها، وبناء على طلب مصر عقد مجلس الأمن جلسة ثانية في يوليو 2021 صدر بعدها بيان رئاسي في سبتمبر 2021 لاستئناف المفاوضات وهذا لم يحدث حتى اليوم." وتساءل شراقي في ختام حديثه:"هل تستأنف المفاوضات للمرة السابعة بعد لقاء الرئيس السيسي وأبي أحمد على هامش قمة المناخ بشرم الشيخ نوفمبر 2022؟ هذا ما قد يحدث الشهر القادم".