( موقع مستوطنة كدمة يروب الآثرية ) :-
تختلف المواقع في مساحاتها ، فهناك المواقع الكبيرة جداً والأخرى التي تكون مكاناً أقام الإنسان فيه بضع ساعات أو آلاف السنين . كما أن المواقع تتباين عن بعضها من حيث المحافظة على طبيعتها والنشاطات التي قام بها سكان ذلك الموقع ، وكل منها يحتاج إلى طريقة ملائمة للتحري عنها.
كما يمكن أن يكون الموقع الأثري قبراً أو مجموعة من القبور يعثر بداخلها على مجموعة من الأدوات والأواني صنعتها مجموعة بشرية معينة. ويستطيع الآثاريون ربط المواقع الأثرية بعضها ببعض، واكتشاف العلاقات التي كانت قائمة بين المجموعات البشرية آنذاك . سعى طاقم من الإدارة العامة للمعلومات و الإحصاء و التوثيق ، لرسم خطة للكشف عن موقع أثري قديم و مجهول والذي لا يزال صامداً رغم عوامل التعرية و غير مبطن بين الكثير من الناس وهي " مستوطنة كدمة يروب الآثرية " التي تعد رمز أثري قديم يعود إلى العصر الحديدي ، وتقع في الشمال الشرقي من مدينة الغيضة حيث يبعد كدمة يروب عن الغيضة بحوالي 30 كيلو ، يوازيها البحر العربي من جهة الجنوب . و بحسب الإطلاع والنظر إلى المستوطنة التي توحي إلى رمز تاريخي قديم يجسد كتلة قيمة من الموروث و قيل أن مستوطنة كدمة يروب هي عبارة عن منطقة يروب القديمة . و تشكل نوعية بناء المستوطنة من الطين" اللبن " . و هو عبارة عن مسجد قديم فوق تله و بعد الفحص والدراسة التي أجرائها الطاقم الإداري لاحظ أن تشكل التلال فوق سطح الأرض الطبيعي نتيجة تعاقب الاستيطان فوق بعضه عبر العصور . وكلما كانت الاستيطانات أكثر وأطول زاد ارتفاع التل ومساحته .
وبعد الكشف والتنقيب الذي أجرى و أثاّره الدهشة للكشف عن المزيد ؛ تم الدخول إلى المسجد وأول خطوة هي البحث عن القطع الأثرية ، ملاحظاً أن سقف المسجد أصبح تألف معرض للسقوط مبين أن السقف عبارة عن اخشاب تسمى قديماً ب ( القزاز أو الراكوبة ) كخشب الأثل . و يتكون أيضاً من قبلة للصلاة ونوافذ مغلقة كالرفوف تسمى قديماً ب ( التيّح ) تستخدم لحفظ المصاحف . و يوجد داخل المسجد ( ضريح ) أي قبر و قيل أنه لأحد الأولياء الصالحين لكن لما يذكر اسم الشخص . حيث أن لهذا الضريح قبه خارجية بالتشكيل الهندسي القديم . وتم العثور على بعض من الرسوم الصخرية على بعض الأحجار رسمت باللون الأحمر ككتابات بلغة غير معرفة و مفهمومة . ويوجد خارج المسجد على التلة شي يشابه البئر أو الحوض المدفون منذ الآلآف السنين . الهدف العام من النزول هو توخي الدقة في استرجاع ماتركه الأقدمون كي يمكن بناء تاريخي للموقع والحصول على صورة دقيقة عن المستوطنة ، و استخدام هذه الآثار في إلقاء أضواء جديدة على الحضارة الإنسانية الماضية وتطورها واستنباط التاريخ منها . و كل هذا النشاط الأثري يكمل معلوماتنا ويضيف آفاقاً جديدة إلى فكرتنا عن الماضي القديم للإنسان المهري ؛ كل هذا بفضل إخراج هذه المعثورات إلى النور بطريقة معلوماتية علمية سليمة .
" تقرير صادر من الإدارة العامة للمعلومات و الإحصاء و التوثيق م / المهرة "
يوم الخميس ، الموافق 2022/9/1 م
بقلم : م / خالد حسان مهدي بلحاف مدير عام الإدارة العامة للمعلومات و الإحصاء و التوثيق م/ المهرة