ومضات متنوعة :
الجزيرة العذراء أحد الألقاب العالمية لجزيرة سقطرى
عرفت جزيرة سقطرى تاريخاً منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد أحد المراكز الهامة لإنتاج السلع المقدسة و اكتسبت شهرتها و أهميتها كمصدر لإنتاج تلك السلع التي كانت تستخدم في الطقوس التعبدية . ونظراً لأهمية الدور الذي لعبته الجزيرة في إنتاج السلع المقدسة والنفائس من مختلف الطيوب واللؤلؤ فقد كان لها حضور في كتب الرحالة والجغرافيين القدماء ، واستمرت أخبارها تتواتر عبر مختلف العصور التاريخية
و أرتبطت الجزيرة في التاريخ القديم بمملكة حضرموت ، بينما أرتبطت في العصر الحديث بسلطنة بن عفرار حتى قيام الثورة اليمنية ؛ ثم أصبحت تابعة أدارياً محافظة حضرموت بموجب القرار الجمهوري رقم (23) 1999 م ، و تم الإعلان عنها كمحمية طبيعة عام 2000 م .
تعود أصول سكان جزيرة سقطرى إلى مهرة بن حيدان كما جاء في كتاب لسان العرب للهمداني، وقبائل حميرية وهناك بعض العشائر يعود أصلها إلى حضرموت وسلطنة عمان.
سبب التسمية : ينسب أسم سقطرى إلى شجرة دم الأخوين وهي الشجرة القاطرة لتقطير الصمغ منها . و يسمى الأخوين باللغة المهرية باسم غريب و الليف . و يعد المر السقطري من أجود أنواع المنتجات التي تزرع بالجزيرة .
ومن ضمن الشواهد التاريخية (الوجود المهري في جزيرة سقطرى ) : و يقال المؤرخون القدماء في الكتب القديمة أن وجود المهرة في سقطرى يعود إلى تاريخ قديم من القرن الأول الميلادي حيث كانت سقطرى و الاقليمان المهري والسقطري من أقاليم مملكة ملك اللبان .
الموقع : • الموقع الجغرافي : تتمتع جزيرة سقطرى بموقع فريد يتحكم بإحدى العوامل المؤثرة المرتبطة بطرق لتجارة العالمية مثل : ( باب المندب ، قناة السويس ) ؛ وتشكل أكبر جزيرة في العالم العربي و تقع في الطرف الشرقي من خليج عدن . • الموقع الفلكي : يشير إلى أقترابها من خط الاستواء الأمر الذي يجعل من مناخها يتسم بالمدارية عموماً ، و قد أتاح هذا الموقع خصوصية السمات المناخية للجزيرة مما جعلها تتنوع بتنوع في الغطاء النباتي . وأكبر معقل للغواصين على اللؤلؤ قديماً بسبب المناخ الملائم المتمركز في المحيط الهندي .
تبلغ مساحتها 3650 كم٢ ؛ وشكل الجزيرة ينتمي للشكل المستطيل و المجزأ معاً . و قسمت إدارياً جزيرة سقطرى إلى قسمين : ( مديرية حديبو - مديرية قلنسية وعبدالكوري ) .
التنوع النباتي : اكتسبت جزر سقطرى اهميتها وشهرتها من وفرة النباتات ذات القيمة العطرية والدوائية النادرة ، خاصة أن معظم هذه النباتات انقرضت أو مهدده بالانقراض في البيئات الأخرى حيث تعددت فوائد واستخدامات هذا المخزون الضخم من النباتات تبعا للأعراف والتقاليد والمستويات الحضارية للمجتمعات التي تعاطت مع هذه النباتات واعتقدت بمنافعها وتأثيراتها على نحو اسطوري خاصة شجرة دم الاخوين ونبتة الصبر وشجرة البخور.
التنوع الحيواني : يوجد في الجزيرة 190 نوعاً من الطيور وتحتوي على أحياء مائية عديدة كالسلاحف والشعب المرجانية والؤلؤ ، وكذلك الزواحف التي تشمل السحالي النادرة والثعابين والعقارب و منها أنواع سامة تشكل خطورة على الإنسان . وتعج المياه المحيطة بالأرخبيل بثروة حقيقية من الحيوانات المائية من الأسماك والقشريات والرخويات والقواقع ، بجانب نحو 60 نوعاً من الأسفنج .
الإ أن تكتسب جزيرة سقطرى أهمية حيوية كبيرة، كونها تقع في دائرة السيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن ، وخطوط الملاحة الدولية عموماً ، حيث مكّن موقعها الاستراتيجي السفن من الرسو فيها، مع ما توفّره طبيعة سواحلها المتعرجة من حماية للسفن من الرياح العاتية.