ذكرت صحيفة "هسبريس" أن التقارب الأخير بين المغرب وإسبانيا يفتح الباب أمام مشاريع "ضخمة" في مختلف المجالات، ويعيد فتح مشاريع سابقة أهمها، نفق بحري تحت مضيق جبل طارق. وأفيد بأن فكرة هذا المشروع كانت طرحت في 16 يونيو عام 1979 في مدينة فاس، حين التقى الملك الإسباني، خوان كارلوس الأول بالعاهل المغربي الراحل، الحسن الثاني.
وكانت صحيفة "لاراثون" الإسبانية، قد أشارت في تقرير نشر الأربعاء، إلى إمكانية أن يساهم تحسن العلاقات بين البلدين وزيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى الرباط في أبريل الماضي في إحياء هذا المشروع، الذي قالت عنه: "لم يتم دفنه رغم عدم ذكره في الأشهر الأخير"، لافتة في نفس الوقت إلى أن المشروع ليس مطروحا حتى الآن في جدول أعمال القمة الثنائية التي يرتقب عقدها قبل نهاية العام الحالي.
وكان المغرب وإسبانيا قد التقيا عبر الاتصال بالفيديو العام الماضي، وذلك "قبيل اندلاع الأزمة الدبلوماسية بينها، لمناقشة الموضوع على أعلى مستوى، بحضور وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والمياه السابق عبد القادر عمارة، ووزير النقل والتنقل والأجندة الحضرية الإسباني خوسيه لويس أوبالوس، وخلص اللقاء إلى إقرار الموضوع مرة أخرى في اجتماع حكومي دولي مختلط، لكن الانقطاع العملي للعلاقات حال دون ذلك حتى الآن".
ولفتت الصحيفة الإسبانية إلى أنه على الرغم من أن التكلفة كانت إحدى العقبات الرئيسية أمام تنفيذ هذا المشروع، "إلا أن مجموعة من المؤسسات المالية والاستثمارية الدولية أبدت في وقت سابق اهتمامها بتمويله، من بينها البنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي والصناديق العربية وصندوق التنمية الإفريقي".
ورصد من بين مثل هذه العقبات التي تواجه هذا المشروع الضخم "عمق المضيف ونظام الرياح والتيارات البحرية والمد والجزر والأمواج، بالإضافة إلى جيولوجيته المعقدة، كما يعتبر عمق المضيق المنطقة الحدودية بين الصفائح التكتونية الأوراسية وصدع الأزور وجبل طارق، وهو ما جعل الخبراء يراعون النشاط الزلزالي الذي قد يحدث في المضيق نتيجة اصطدام هذه الصفائح، ما دفعهم إلى الاستقرار على الخيار (ب)، وهو (عتبة المضيق) الرابطة بين نقطتي (بالوما) الإسبانية (طريفة) و(مالاباطا) المغربية (طنجة)".
وكان سبق أن كلفت شركتان عامتان، "إحداهما مغربية والأخرى إسبانية، لدراسة جدوى المشروع وتطوير فكرته إذ برزت منذ طرح الفكرة أول مرة خيارات عدة لهذا الربط تستجيب للجوانب الجيوتقنية وطبيعة الموقع، ولهذا الغرض اتفقت الشركتان على تبادل المعلومات العلمية والتقنية، وذلك عبر توقيع اتفاقية (التعاون العلمي والتقني) بين البلدين في 8 نونبر 1979، التي تشكل الأساس القانوني للتعاون بين البلدين لدراسة جدوى الربط الثابت عبر مضيق جبل طارق".
وعدد تقرير الصحيفة الإسبانية العديد من الخطوات الأولية التي قام بها البلدان في سبيل التمهيد المبدئي له، مشيرا كذلك إلى أن مسؤولين في شركة إسبانية كانت كلفت مع نظيرة لها مغربية لدراسة جدوى المشروع، "أكدوا في أكثر من مناسبة أن النفق يمكن أن يصبح جاهزا بين 2030 و2040، على مسار يبلغ 42 كيلومترا، منها 27.7 كيلومترا في نفق تحت الماء و11 كيلومترا في نفق تحت أرضي، بأقصى عمق 300 متر وأقصى انحدار 3 في المائة، ويبلغ قطر كل نفق مسار فردي 7.9 أمتار