بحث رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، اليوم، مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندر كينغ، مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية والجهود الرامية لإيقاف الحرب، وسبل تحقيق السلام الشامل والعادل، في ظل استمرار تعنت المليشيات الحوثية ورفضها لكافة المبادرات التي من شأنها تخفيف المعاناة الإنسانية التي تشهدها اليمن.
وأشاد رئيس المجلس في مستهل اللقاء، بالموقف الأمريكي الثابت في دعم ومساندة الشعب اليمني وحكومته الشرعية، وبعمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين الصديقين في مختلف الجوانب، منها مكافحة الارهاب وحماية الممرات المائية والملاحة الدولية ومواجهة التدخلات الإيرانية في اليمن..مقدرًا رؤيتها الواضحة تجاه الجهة المعرقلة لجهود السلام من قبل المليشيا الحوثية والمستمرة في تصعيدها العسكري وممارسة العنف ضد المدنيين والنازحين، واستهدافها للمدن والموانئ والتي كان آخرها ميناء المخا وإحراق مخازن المواد الإغاثية والإنسانية بصورة عدائية سافرة.
ونوه البركاني، إلى أن استهداف المدنيين والتجمعات السكانية في مأرب وبقية المحافظات من قبل المليشيات الحوثية الباغية لم يتوقف، بل يزداد ضراوة مما يفاقم من خطورة الوضع الإنساني والاقتصادي ويقوض الجهود الدولية لإحلال السلام..مؤكدًا أن ذلك يقدم دليلاً يومياً وواضحاً على أن هذه المليشيا هي أداة للموت والدمار وإشعال الحروب وأن مشروعها لا يقوم إلا على القتل والترهيب والتعذيب، وآخرها إعدام 9 مواطنين من محافظة الحديدة بينهم قاصر بتهم ملفقة أمام مرأى ومسمع العالم، في مشهد دموي مثل تحدياً وانتهاكاً صارخاً لكافة حقوق الإنسان والقانون الدولي بارتكابها مجازر جماعية، إضافة إلى إصرارهم إعدام العشرات مستقبلاً بأحكام صورية ومحاكمات سرية لا تتفق مع القوانين والشرائع السماوية وبتحدٍ صارخ لإرادة العالم اجمع.
وقال رئيس مجلس النواب "نحن جاهزون للسلام بينما جماعة الحوثي حتى هذه اللحظة لا تزال تتعمد تقويض جهود ومبادرات السلام والاستمرار في الحرب وهذه مؤشرات لا تنبئ إطلاقاً عن رغبتهم في السلام".
واضاف "أن الحوثي لا يزال بعيداً عن الالتزام بالقرارات والمرجعيات ويحاول من خلال العنف والدماء فرض واقع مأساوي وفقاً للمشروع السلالي المدعوم إيرانياً الذي ينفذه"..مشيراً الى ان هذه العصابة تسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن واستغلالها في مواصلة القتال والمعارك، واستخدام المساعدات الإنسانية في المجهود الحربي الذي تقوده ضد اليمنيين في معارك مأرب وغيرها.
من جانبه، جدد المبعوث الأمريكي تيم ليندر كينغ، موقف بلاده الداعم لإحلال السلام وللتوصل إلى اتفاق دائم لإيقاف الحرب بما يحفظ وحدة اليمن وأمنه واستقراره وبالتعاون مع جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، واستخدام كل القنوات الدبلوماسية لإحلال السلام..مؤكداً رغبة بلاده الكبيرة في مساعدة اليمن وبناء سلام دائم والقيام بكافة الاتصالات مع الدول المعنية على ضرورة وقف الحوثيين لجميع العمليات العسكرية والامتناع عن الأعمال المزعزعة للاستقرار والاستجابة للجهود الدولية الرامية لإيجاد حل سياسي ينهي الحرب في اليمن.
كما أكد المبعوث الأمريكي، استعداد بلاده تقديم كافة أوجه الدعم والمساعدات الإنسانية لليمن..مؤكدًا أنه لا يمكن تحسن الأوضاع الإنسانية إلا بإحلال السلام ..مشدداً على ضرورة حل المعضلة الاقتصادية.
وقال "أن الوضع يتطلب إعادة إحياء الانشطة الاقتصادية وكل مصادر الطاقة وسنعمل مع الشركاء الدوليين من أجل ذلك وتقديم مزيداً من المساعدات الإنسانية والاقتصادية"..مشيراً إلى أن تجنيد الحوثي للأطفال والتصعيد العسكري، كلها ممارسات تعمل على تقويض جهود السلام.
كما تناول اللقاء جملة من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
حضر اللقاء أعضاء مجلس النواب، عبد الرزاق الهجري، ومبخوت بن ماضي، وانصاف مايو، والقائم بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن كاثرين ويستلي.