"الجفاف قادم لا محالة"، يقول فيم زفينينبيرغ من منظمة "باكس" للسلام الهولندية غير الحكومية، وهو يشير إلى أن صورا عبر الأقمار الصطناعية تظهر "التراجع السريع في النمو الزراعي الصحي" في كل من سوريا وتركيا.
ويعود تراجع منسوب نهر الفرات في سوريا إلى مشاريع زراعية ضخمة نفذتها تركيا، كما فاقم التغير المناخي الوضع سوء.
تحذيرات أطلقها خبراء ومنظمات إنسانية من "كارثة في شمال سوريا وشمال شرقها"، إذ أن تراجع منسوب المياه قد يؤدي إلى انقطاع المياه والكهرباء عن ملايين السكان، ويزيد من معاناة شعب استنزفه النزاع والانهيار الاقتصادي.
ومنذ ديسمبر الماضي تراجع منسوب المياه في سد الفرات بنحو خمسة أمتار وفي حال استمراره بالانخفاض سيصل إلى "المنسوب الميت" حسب المصطلح الذي سبق أن استخدمه مدير سد تشرين منذ 13 عاما حمود الحماديين، وحذر من "انخفاض تاريخي ومرعب" في منسوب المياه لم يشهده السد منذ بنائه. وعدا عن تراجع إمداد المنطقة بالكهرباء، توقفت محطات ضخ مياه عدة عن العمل، وهو ما يهدد بارتفاع معدل التلوث ويعرض الثروة السمكية للخطر.
وتنقل وكالة "فرانس برس" عن خالد شاهين وهو أحد مهندسي سد الفرات منذ 22 عاما، أنه "إذا استمر الوضع على هذا الحال، من المحتمل أن نوقف توليد الكهرباء، وأن نغذي فقط المخابز والمطاحن والمستشفيات".
وحذر ائتلاف منظمات تعمل في شمال شرق سوريا من انتشار الأمراض الناشئة عن تلوث المياه في محافظات حلب والرقة ودير الزور.
ويهدد تراجع منسوب نهر الفرات "المجتمعات الريفية على ضفافه والتي تعتمد بشكل أساسي على الزراعة والري"، وفق الخبيرة السورية في الأمن البيئي مروى داوودي.
وحسب الأمم المتحدة فإن إنتاج الشعير قد يتراجع بنحو 1.2 مليون طن العام الحالي، ما يصعّب تأمين العلف للحيوانات خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وتنقل "فرانس برس" عن الخبير في الشأن السوري فابريس بالانش "أن تواجه سوريا جفافا قد يستمر سنوات لم تشهده منذ آخر موجة جفاف فيها بين العامين 2005 و2010"
وأضاف: "سيضطر المزارعون خلال السنوات المقبلة إلى تقليص المساحات المزروعة" محذرا من أن سوريا كلها "ستشهد نقصا في الغذاء، وسيكون عليها أن تستورد كميات ضخمة من الحبوب".