تكيف الأحياء البحرية مع البيئات الساحلية :
يُغطي الغلاف المائي البحري ثلاثة أرباع الكرة الأرضية، ويشمل كل من؛ المحيطات، والشعاب المرجانية، ومصبات الأنهار، ويصل عمق المياه في بعض المحيطات إلى قيمة أكبر من تلك التي يبلغها ارتفاع قمة جبل إيفرست، كخندق ماريانا وخندق تونغا واللذان يزيد أعماقهما عن 10 كم.وتضمّ البيئات البحرية عدداً من الكائنات الحية التي طورت استجاباتها للتكيف مع البيئة البحرية المعقدة، مُشكِّلة مجموعات يُطلق عليها اسم النظام البيئي البحري ، و تُشكِّل هذه الكائنات البحرية داعماً أساسياً للحياة على سطح الأرض، فجزء كبير من كميات الأكسجين الموجودة في الغلاف الجوي تتكفل بها الطحالب البحرية، والتي تستهلك بالمقابل كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي، كما أنّ الأمطار الهاطلة على سطح الأرض جاءت نتيجة تبخر مياه المحيطات
نظراً لتنوع البيئات الساحلية في محافظة المهرة ، فإن الكائنات الحية الساحلية التي تستوطنها تختلف باختلاف هذه البيئات . فكل الكائنات تتكيف بحسب الظروف البيئية المحيطة بها ، لكي تستطيع أن تعيش و تقاوم العوامل المؤثرة عليها في هذه البيئات . فمثلا هناك كائنات تستوطن الشواطئ الصخرية بينما لا تستطيع أن تتكيف مع الشواطئ الرملية و العكس ، و محافظة المهرة غنية بهذا التنوع الحيوي ، ففي السواحل الرملية تتواجد بكثرة أنواع السرطانات التي تعيش و تتكيف مع السواحل و التي تحفر لنفسها حفرا بداخل الرمال و تظهر آثار هذه الحفر على الشاطىء الرملي على هيئة أشكال مخروطية . بالإضافة إلى بعض الديدان عديدة الأرجل و التي تعيش في جحور تحت الرمال للهرب من حرارة الشمس أثناء إنحسار الماء خلال الجزر . كما أن هناك العديد من السرطانات الناسكة و هي نوع من السرطانات التي تتخذ من الأصداف أحادية المصراع الفارغة مسكنا لها . أما الشواطىء الصخرية فتوجد فيها العديد من الكائنات المتنوعة و التي لها القدرة على مقاومة الأمواج العاتية و إرتطامها بالصخور . فهذه الكائنات مزودة بغطاء صلب يمنع تحطم أجسامها عند إندفاع الأمواج و إرتطامها بشده على الصخور التي تعيش فيها ، كما أن أغلبها مزودة بأقدام كبيرة و مفلطحة تستطيع أن تتمسك بقوة على هذه الصخور و من أمثلة الكائنات التي تعيش في سواحل المهرة الصخرية : السرطانات المدرعة و المزودة بغطاء صلب يحميها من الأمواج و الارتطام بالصخور . كما يوجد العديد من الأويسترات ( المحاريات ) و هي نوع من الرخويات المزودة بأصداف ثنائية الصراع ، و قد شوهدت هذه المحاريات في التنوءات الصخرية في خلفوت ، عيقيت دخمري ، و أمام قرية عتاب . و كذلك تكثر الكيتونات و القواقع الحلزونية أحادية المصراع و غيرها في مختلف السواحل الصخرية .
على الإنسان أن يُحافظ على البيئة البحرية من أجل رفاهيته عن طريق الاستمتاع بشواطئ نظيفة، وممارسة صيد الأسماك، والاستجمام، وهناك العديد من الأمور التي يُمكن القيام بها على المستوى الفردي أو الجماعي لحماية البيئة البحرية، مثل: ١) التقليل من الانبعاثات. المساعدة على تنظيف الشواطئ. ٢) التقليل من القمامة، وإعادة تدوير الأشياء بعد استخدامها. ٣) التأكد من أنّ مصرف مياه الأمطار لا يُصرف إلّا مياه الأمطار. ٤) المساعدة على الحفاظ على مجاري المياه المحلية. ٥) القيام بالتسوق للحصول على الأغذية البحرية المستدامة.