عادات و تقاليد البحر في مديرية سيحوت

07/11/2023
شارك هذا الموضوع:

عادات و تقاليد البحر في مديرية سيحوتenter image description here :

عادات و تقاليد سكان البيئة الساحلية متعددة و متميزة حيث يعتمدون أغلب فترات حياتهم على البحر، فأغلب نشاطهم يرتبط بالبحر ارتباط وثيق و أيضا وضع البحر له أثر و بصمة في حياتهم و عاداتهم و مجموعة التقاليد الخاصة بهم . و يطل على كلا من البحر ين الأحمر والمتوسط، ومن يعيشون في هذه البيئة ينتمون إليها يكون اغلب أنشطتهم معتمدة على البحر بشكل كبير جدا، بالإضافة إلى ذلك فهو يؤثر على الأعراف والعادات والتقاليد التي يتبعونها .

وهذا جعل لها عدة عوامل تجعل سكان الساحل يتجهون نحو البحر و العمل فيها . فلديهم خبرة أهل الساحل في العمل بالبحر و استغلال الثروة الهائلة من الأسماك في مياهها القريبة من الشاطىء . هذه الأسباب دفعت سكان الساحل للاتجاه نحو البحر فارتبطت أكثر نشاطاتهم الأقتصادية بهذا الاتجاه .

موسم الخريف : في هذا الموسم يغلق البحر و بالذات في نجم الإكليل من شهر يونيو إلى أغسطس ، حيث يتوقف العمل في البحر . خلال هذه الفترة تهب رياح جنوبية غربية ( كوس ) ، و يرتفع الموج و يصعب على الصيادين الوصول إلى البحر بالوسائل البدائية . بعد موسم الإكليل يخف هيجان البحر و يدخل نجم سعد السعود و تدخل الغادفة و يفتح البحر . نلاحظ أن هناك عادات و تقاليد متوارثة عند فتوح البحر . من العادات أن يفتح الربان ( ابن موسى ) البحر ، و قبل ما يفتح البحر يقوم بزيارة ضريح ( باعباد ) من قشن و عند عودته من قشن يزور ضريح ( باكريت ) في سيحوت . و في اليوم الأول من أسبوع ، أي يوم السبت يفتح البحر و عندما يطلع الربان المذكور يأخذ مع السنبوق إلى البحر شيئا من الطعام و تمرا و صيفا و خبزا ناضجا بدون ملح . و عندما يلمس السنبوق ماء البحر يرمي ( ابن موسى ) الطعام و التمر و الخبز شرقا و غربا و هو طالع إلى البحر . هذه العادة تسمى ( نتشوح ) عند أهالي سيحوت . و يستمر على هذا المنوال مدة 3 أيام و المحصول الذي يجيد به البحر من سمك العيد يوزع على المواطنين بدون مقابل . و السبت و ما بعده تبحر جميع السنابيق إلى البحر و بنفس طريقة ( ابن موسى ) عندما تلمس القوارب ماء البحر يقوم البحارة برمي الطعام و التمر أو وزيف و خبزا بدون ملح شرقا و غربا . و عند نزولهم إلى الساحل يوزعون ( العيد ) على المتواجدين على الساحل بدون مقابل لمدة 3 أيام . و بعد ثلاثة أيام فإن محصول العيد الذي يأتون به يتم بيعه بالمقايضة يستمر العمل في هذا الموسم لمدة أربعين يوما و هذا يسمى ( موسم الغادفة ) . بعد الغادفة يدخل موسم ( الصرب ) و يبدأ الصرب من نجم الدلو و يستمر لمدة شهرين إلى نجم الدريع . في موسم الصرب يزور ربابنة السنابيق قبر الشيخ باكريت . بعد الزيارة يبدأ العمل بطلوع البحر . و في أول يوم لطلوع البحر يأخذ ربابنة السنابيق شيئا من الرز و تمرا و زيتا و خبزا بدون ملح . و عند طلوع البحر يرمون هذه المواد شرقا و غربا في البحر و لمدة 3 أيام . هذه العادة تسمى في مدينة سيحوت ( مزهرات ) و بعدها يستمر العمل في البحر لمدة شهرين تجف فيها ( العيد ) و بعض السنابيق يصيفوها . بعد موسم الصرب يدخل موسم القيض يستمر العمل فيه لمدة أربعة أشهر . يتم فيها تجفيف العيد ثم بيعها للتجار و بدورهم يصدرونها إلى الخارج . و بعد موسم القيض يغلق البحر لمدة ثلاثة أشهر .

الصيفة : بعد تكريرها تخزن في ( الغناطيس ) و تسلم إلى السفن التي تأتي من الخليج حيث تباع عليهم من قبل المقيم ، و هو صاحب الوسائل مثلا صاحب السنبوق و صاحب أدوات العمل و يحاسبون العمال ( البحارة ) أما القوارب فقد تكون لتاجر و البعض تابعة لربان . و هذه السنابيق تعمل في العيد ( الغديف ) و ( الجريف ) و تستعمل الليوخ و شباك الصيد .

الأسطول البحري : هذه السفن عندما تغلق البحر في ( الإكليل تنشط ) لمدة ثلاثة أشهر في ليبن في قشن إلى وقت الفتوح ، حيث تتجه السفن إلى البصرة و الخليج العربي و الهند و ذلك في منتصف شهر أغسطس أول الموسم . و عند عودة تلك السفن من هذه البلدان في منتصف شهر ديسمبر تحمل البضائع المتنوعة . و في الموسم الثاني من ( نجم الصرفه ) التي تحمل فيها السفن من المهرة إلى تلك البلدان الصيفة ( زيت السمك ) و الصيد المجفف و اللحم اليابس و المجفف و اللبان إلى أسواق البصرة و الخليج و الهند و شرق أفريقيا و الحبشة و عند عودتها تحمل من هذه البلدان البضائع السكر التمر و الأرز و البن و الطعام و النارجيل و الزنجبيل .